{إِذَا السماء انشقت} بالغمام كقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السماء بالغمام} وعن علي رضي الله تعالى عنه: تنشق من المجرة.{وَأَذِنَتْ لِرَبّهَا} واستمعت له أي انقادت لتأثير قدرته حين أراد انشقاقها انقياد المطواع الذي يأذن للآمر ويذعن له. {وَحُقَّتْ} وجعلت حقيقة بالاستماع والانقياد يقال: حق بكذا فهو محقوق وحقيق.{وَإِذَا الأرض مُدَّتْ} بسطت بأن لا تزال جبالها وآكامها.{وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} في الخلو أقصى جهدها حتى لم يبق شيء في باطنها.{وَأَذِنَتْ لِرَبّهَا} في الإِلقاء والتخلي. {وَحُقَّتْ} للإِذن وتكرير {إِذَا} لاستقلال كل من الجملتين بنوع من القدرة، وجوابه محذوف للتهويل بالإِبهام أو الاكتفاء بما مر في سورتي (التكوير) و(الانفطار) أو لدلالة قوله.{يا أيها الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبّكَ كَدْحاً فملاقيه} عليه وتقديره لاقى الإِنسان كدحه أي جهداً يؤثر فيه من كدحه إذا خدشه، أو {فملاقيه} و{يا أيها الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبّكَ} اعتراض، والكدح إليه السعي إلى لقاء جزائه.{فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كتابه بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} سهلاً لا يناقش فيه.{وَيَنقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً} إلى عشيرته المؤمنين، أو فريق المؤمنين، أو {أَهْلِهِ} في الجنة من الحور.{وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كتابه وَرَاء ظَهْرِهِ} أي يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره. قيل تغل يمناه إلى عنقه وتجعل يسراه وراء ظهره.{فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً} يتمنى الثبور ويقول يا ثبوراه وهو الهلاك.{ويصلى سَعِيراً} وقرأ الحجازيان والشامي {ويصلى} لقوله تعالى: {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} وقرئ: {ويصلى} لقوله تعالى: {ونصله جَهَنَّمَ}.